مرض القلب ... في تقدم عند النساء
۱٦ آذار ۲۰۱٦
إذا سلّمنا جدلا أن الرجال المنحدرين من المرّيخ والنساء من الزهرة مختلفين قلبيّا، ينطبق الأمر نفسه على صحّة القلب. في الواقع، إن مرض القلب الذي ينخفض تدريجيا لدى الرجال، أخذ يرتفع لدى النساء. إذ يعتبر سبب الوفاة الأوّل لدى النساء اللواتي هنّ عن عمر يناهز الـ35 سنة في العالم، وكلّ عام تتخطّى نسبة اللواتي يموتون من مرض السرطان على اختلاف أنواعه.
إن جزءا كبيرا من المعطيات المتعلّقة بتشخيص مرض القلب وعلاجه- بما فيها وضع القلب، صمّاماته، شرايينه وأوعيته الدمويّة ناتجة عن دراسات حول الرجال بينما قلب المرأة والطريقة التي تتجلّى من خلالها أمراضه مختلفة للغاية. تعتبر هذه الإختلافات في غاية الأهميّة لأنها تؤثر على التشخيص والعلاج وبالتالي على معدّل النجاة. إن معدّل الوفاة لدى النساء اللواتي يتعرّضن لنوبة قلبيّة في السنة هو أكثر بـ50% منه لدى الرجال: إنها لواقع حزين!
إن الأبحاث تمضي بالطب قدما. إذ تساعد على فهم آليات الفيزيولوجيا المرضيّة واكتشاف وسائل الكشف المبكر وكيفيّة تجنّب المرض. هي تدرس تأثير الأدوية على حياة الإنسان في المدى القريب والبعيد.
من أجل هذه الأسباب مجتمعة، قرّرت الهيئة الادارية في يدُنا إجراء بحث علمي في كنف مؤسساتها. إذ تمّ تعيين لجنة لتجهيز مختبراتنا بوسائل حديثة ومتطوّرة، ودراسة مواضيع البحث المطروحة وتنفيذها بعد الحصول على موافقة لجان الأخلاق الكاملة لدى كليتي الطب (في الجامعة اليسوعيّة والجامعة الأميركيّة في بيروت).
نتمنّى أن تساهم هذه الخطوة في تحسين صحّة القلب لدى النساء في بلدنا وتخفّض نسبة الإصابات، وبالتالي معدّل الوفيات الإجمالي الذي تسبّبه أمراض القلب.
كلّنا ايمانا ورجاء بذلك.
الدكتور طوني عبد المسيح
بروفسور مساعد في كليّة الطبّ
في جامعة القديس يوسف، بيروت، لبنان
عضو في لجنة الأبحاث في مؤسسة يدنا