الإجهاد، تلوث الهواء والضوضاء... مسببات رئيسية لأمراض الشرايين
۱ حزيران ۲۰۱۹
يستمر مرض القلب التاجي في تعريض الصحة العالمية للخطر بسبب العدد الكبير غير المسبوق في المرضى والوفيات وما يترتب على ذلك من خسائر في الأرواح واستنزاف اقتصادات العالم. ومع ذلك، لا تزال هناك عوامل لم يتم التطرق إليها، ظهرت نتيجة التمدّن والثورة الصناعية؛ من بين هذه العوامل، الإجهاد، تلوث الهواء ومستويات الضجيج التي أصبحت من المسببات الرئيسية لأمراض الشرايين.
تُظهر الأدلة التاريخية والجغرافية ارتباط أمراض الشرايين ووفيات القلب بمستويات التوتر والتلوث والضوضاء؛ وقد تم ربط جميع هذه العناصر المعترف بها حديثًا بأمراض الشرايين في المجتمعات الحديثة وكذلك في المومياوات في مصر القديمة والقبائل. في المقابل، ترتبط البيئات الهادئة ومستويات التلوث المنخفضة والمناظر الطبيعية الخضراء بانخفاض مستويات المرض.
أكدت الدراسات الحديثة آلية مفترضة حيث تؤدي جزيئات صغيرة من التلوث إلى ظهور جذور الأكسجين مما يؤدي إلى التهاب وإصابة الشرايين. كشفت أدلة جديدة أيضًا عن وجود صلة بين الإجهاد البيئي مثل الضوضاء أو التوتر مع الدماغ التي تسبب التهابات وتصيب الشرايين.
في لبنان، نشهد مستوى غير محدد من التلوث ونتعرض لدرجة عالية من الضغوط النفسية والاجتماعية الاقتصادية. تكشف الملاحظات المستمدة من الدراسات الوطنية والأكثر صلة بالبيانات المستخلصة من مؤسسة "يدُنا" عن عبء الأمراض شبه الإكلينيكية بين النساء اللبنانيات كما يتضح من ارتفاع التكلسات، وهو مؤشر قوي للمرض.
في ضوء هذه النتائج، يصبح من الضروري أن تتخذ حكومتنا ومجتمعنا تدابير جادة وتضطلع بأدوار استباقية في إدخال سياسات تهدف إلى الحد من الضوضاء لحل مشكلة التلوث وتحقيق توازن سياسي واقتصادي مستقر.
في مؤسسة "يدُنا"، نبذل الكثير من الجهود التي تهدف إلى الكشف المبكر عن مرض الشرايين، والدعوة لأنماط حياة صحية، ومعالجة عوامل الخطر التقليدية مثل التدخين والسكري وارتفاع ضغط الدم. نتعهد بالدعوة والعمل بشكل جماعي على مواجهة العوامل الناشئة مثل التلوث والضوضاء التي تسببها السياسات السيئة والحكم غير السليم.
سمير علم
طبيب، عضو في الكلية الأمريكية لأمراض القلب، عضو كلية الجراحين الملكية
بروفيسور في طب القلب
رئيس الجسم الطبي
الجامعة الأمريكية في بيروت، كلية الطب والمركز الطبي
عضو مجلس الأمناء ومجلس الإدارة - يدُنا