" يدُنا"- مركز صحة قلب المرأة- في زمن الكورونا: لا هوادة
۲ حزيران ۲۰۲۰
نحن نعيش في ظل أكثر التهديدات العالمية فتكًا، جائحة COVID-19 أو الكورونا، التي غيّرت جذريًا أنماط التفاعل البشري وتسبّبت بعواقب اقتصادية واجتماعية وصحية مدمِّرة. وبينما نقوم بممارسة التباعد الاجتماعي، هناك حاجة ملحة لبناء وتعزيز علاقة إنسانية قوية من أجل تخفيف المعاناة الفردية والوطنية ودعم بعضنا البعض من أجل البقاء والتعافي. إن الالتزام المستمر لـ"يدُنا" في توفير الرعاية الصحية في ظل هذه الأوقات العصيبة أمر محوري ويستحق الثناء.
إنّ انتشار الأمراض غير المعدية في لبنان والمنطقة أمر مثير للقلق. تُعَد أمراض القلب والشرايين، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، والسكري من الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة في المنطقة.
وكان لوباء COVID-19 آثار صحية واسعة النطاق، وكشف ضعف أولئك الذين يعانون من أمراض سابقة. في العديد من البلدان، كشفت البيانات أنّ غالبية (96٪) المرضى الذين ماتوا في المستشفى بسبب COVID-19 مصابون بأمراض مصاحبة، بشكل رئيسي أمراض القلب والشرايين. وكان الأكثر انتشارًا بين هؤلاء المرضى ارتفاع ضغط الدم (69٪)، داء السكري من النوع 2 (32٪)، مرض الشريان التاجي (28٪)، مرض الانسداد الرئوي المزمن (17٪)، والسرطان (16٪).
إن تأثير تدابير الاستجابة لجائحة COVID-19 على الأمراض غير المعدية متعدد الأوجه. يمكن أن يؤدي التباعد الجسدي أو الحجر الصحي إلى سوء إدارة عوامل خطر نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي غير الصحي، الخمول البدني، تعاطي التبغ، والاستخدام الضار للكحول. تشير الدلائل من جائحة COVID-19 والأوبئة السابقة إلى أن الحالات المزمنة يمكن أن تسوء بسبب المواقف العصيبة الناتجة عن القيود المفروضة، الوضع الاقتصادي غير المستقر، الضغط النفسي، والسلوكيات المضرة بالصحة.
ومما يثير القلق الشديد الانخفاض الواضح في عدد المرضى الذين يعانون من تفاقم خطير لأمراضهم الحالية و / أو الحالات المهددة للحياة مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو مضاعفات الشرايين. إنّ القلق الذي يسود المستشفيات حول الكورونا أو تعطل النظم والخدمات الصحية قد يؤدي إلى تأخر أو عدم اكتشاف هؤلاء المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة. وقد أدى ذلك إلى تفاقم النتائج الطبية وزيادة عدد حالات الوفاة خارج المستشفى وغير المرتبطة بالكورونا.
للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها دورًا حاسمًا في الاستجابة لجائحة COVID-19 ويجب وضع خطة استجابة لتلبية احتياجات الأشخاص المصابين بالأمراض غير المعدية. إن الوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها أمران مهمان. في هذا السياق، فإن مركز "يدُنا" يستحق الثناء لتوفير الوصول والسيطرة والعلاج للنساء المصابات بأمراض القلب والشرايين والعوامل الضارة المكتشفة وغير المكتشفة. إنّ خدمات المركز تتماشى مع منظمة الصحة العالمية والأنظمة الصحية الوطنية التي بدأت في تطوير الإجراءات التي يمكن تكييفها لتلبية احتياجات أولئك المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض غير المعدية أو الذين يعانون بالفعل من أمراض غير معدية.
ومع استمرارنا في الالتزام بتدابير السلامة المقررة لمكافحة COVID-19، يجب علينا مراعاة الوقاية من وباء أمراض القلب والشرايين وإدارتها.
سمير علم
طبيب، عضو في الكلية الأمريكية لأمراض القلب، عضو كلية الجراحين الملكية
بروفيسور في طب القلب
رئيس الجسم الطبي
الجامعة الأمريكية في بيروت، كلية الطب والمركز الطبي
عضو مجلس الأمناء ومجلس الإدارة - يدُنا